أكد سفير جنوب افريقيا لدى الجمهورية الاسلامية الايرانية "فرانسيس مولوفي"، على عزيمة بلاده لمواصلة الدفاع عن الشعب الفلسطيني، و"ذلك انطلاقا من تاريخ جنوب افريقيا الحافل بالنضال من اجل الحرية"؛ قائلا : نحن سوف لن نرضخ لأي ضغوط في هذا المسار.
وكانت جنوب افريقيا قد رفعت، بنهاية شهر كانون الاول / ديسمبر 2023 م، شكوى الى "محكمة العدل الدولية"، اتهمت فيها "اسرائيل" بارتكاب جرائم تطهير عرقي في حربها الاخيرة على قطاع غزة.
وسعت "بريتوريا" من خلال هذه الشكوى، الى توفير ظروف توقف الجيش الصهيوني، ولو لفترة مؤقتة، عن الاستمرار في عملياته الدموية ضد اهل القطاع.
واعلنت المحكمة، امس الجمعة، عن قرارها للبت في شكوى حكومة جنوب افريقيا؛ مطالبة "اسرائيل" باتخاذ "إجراءات عاجلة، لمنع الإبادة الجماعية في قطاع غزة".
وعن الاسباب التي دفعت جنوب افريقيا لتقديم هذه الشكوى، صرح السفير "مولوفي" : نحن نعتقد بان نضال الشعب الفلسطيني، يشبه كثيرا نضالنا لنيل الحرية والعدالة خلال عهد الاستعمار ونظام الفصل العنصري الذي حكم جنوب افريقيا لفترة طويلة، استغرقت 350 عاما.
واضاف، ان الاهم من ذلك هو ان الشعب في جنوب افريقيا تلقى دعما وتضامنا على مستوى العالم بما في ذلك دول مثل ايران وفلسطين، لمواصلة مسيرته النضالية مج اجل الحرية والعدالة.
واستطرد : لاننا نعتقد بانه يجب ان لا يحرم اي شعب على مستوى العالم من حقه في تقرير مصيره بنفسه، وعليه نحن في جنوب افريقيا مصمّمون على مواصلة ومتابعة ملف الشكوى، حتى نشاهد بان كافة الاهداف المحددة فيه تحققت بالفعل.
وعن اهمية ملف الشكوى ضد الكيان الصهيوني، قال سفير جنوب افريقيا في طهران : ان هذه الشكوى تتضمن التطورات على مدى 100 يوم مضت داخل غزة؛ مؤكدا ان الواضح في الامر هو ارتكاب جرائم الابادة والتطهير العرقي على يد "اسرائيل" بغزة، منذ 7 اكتوبر 2023م.
وتابع : نحن في جنوب افريقيا وسائر الدول التي وقعت على اتفاقية الحد من جرائم التطهير العرقي، نعتقد بضرورة منع جرائم الابادة الجماعية ومعاقبة الاشخاص الذين يقترفون هذه المجازر بحق الشعب الفلسطيني.
وردا على سؤال حول موقف المسؤولين في جنوب افريقيا من التهديدات التي يواجهونها من قبل بعض المسؤولين داخل الكيان الصهيوني، وهل سيقلقهم قرار "اسرائيل" في رفع دعوى الى المحكمة الدولية، من عدمه؟
قال السفير الجنوب افريقي لدى ايران : المتحدثون باسم "اسرائيل" يتهمون جنوب افريقيا بالتعاون مع حماس، ويقولون لنا "انكم السواعد القانونية لحماس"، وذلك من اجل تهميش ملف الدعوى؛ مضيفا : اننا على علم بوجود هذه التحديات لكننا عازمون على الاستمرار، ولن نرضخ لاي ضغط في مسار الدفاع عن الشعب الفلسطيني.
وكانت محكمة العدل الدولية قد أكدت، في قرارها الصادر امس الجمعة، أن "على إسرائيل اتخاذ جميع الإجراءات المنصوص عليها لمنع الإبادة الجماعية في قطاع غزة، مؤكدة أن عليها أن تفعل ذلك فورا".
وأضافت، أن "على إسرائيل أن ترفع تقريرا للمحكمة بشأن كل التدابير المؤقتة المفروضة خلال شهر، كما يجب عليها اتخاذ تدابير فورية لتحسين الوضع الإنساني ولمنع التدمير في قطاع غزة".
وشددت المحكمة على، أن "حكمها يفرض التزامات قانونية دولية على إسرائيل، وأن عليها ضمان توفير الاحتياجات الإنسانية الملحة في قطاع غزة بشكل فوري".
وجاء في قرار المحكمة الدولية ايضا، أن "على إسرائيل التأكد من أن جيشها لا يرتكب انتهاكات إنسانية في القطاع، وأن تضمن منع التحريض المباشر على الإبادة الجماعية".